وهكذا الصحابة رضي
الله عنهم كلهم يحرصون على أن تكون أفعالهم مُوافِقة لسُنة الرسول صلى الله عليه
وسلم، وكل العلماء الراسخين أهل العلم والتقوى كلهم يحرصون على أن تكون أفعالهم
مُوافِقة لسُنة الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا يبتكرون شيئًا من عندهم.
لأن هذا دين، فلا
يجوز الزيادة فيه والنقص والتخرص فيه، لابد أن يكون موافقًا لما جاء في الكتاب
والسُّنة، ولا مجال للاستحسانات والاجتهادات المخالفة، ولا مجال للجهال
والمتعالمين أن يتدخلوا في أحكام الشريعة ويُفتوا ويتكلموا؛ لأن هذا قول على الله
بغير علم.
الله جل وعلا جعل
القول عليه بغير علم عديلاً للشرك، قال تعالى: ﴿قُلۡ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ ٱلۡفَوَٰحِشَ مَا ظَهَرَ مِنۡهَا وَمَا بَطَنَ
وَٱلۡإِثۡمَ وَٱلۡبَغۡيَ بِغَيۡرِ ٱلۡحَقِّ وَأَن تُشۡرِكُواْ بِٱللَّهِ مَا لَمۡ
يُنَزِّلۡ بِهِۦ سُلۡطَٰنٗا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ﴾ [الأعراف: 33].
فجَعَل القول عليه
بغير علم عديلاً للشرك؛ مما يدل على خطورة التكلم بغير علم والإفتاء بغير علم!!
هذا عبد الله بن
مسعود رضي الله عنه رَمَى جمرة العقبة متحريًا سُنة النبي صلى الله عليه وسلم،
رماها كما رأى النبي صلى الله عليه وسلم يرميها، رماها بسبع حصيات يوم النحر
متعاقبات، ووقف عند الجمرة مستقبلاً لها، جاعلاً القبلة عن يساره ومِنًى عن يمينه،
يعني من بطن الوادي؛ لأن الجمرات في وادٍ.
وجمرة العقبة هي الجمرة الكبرى، الجمرة الأخيرة مما يلي مكة، سُميت جمرة العقبة لأنها كانت في أصل جبل، فوقها جبل، فسُميت جمرة العقبة لهذا المعنى، ثم أزيل الجبل من أجل التوسعة على الناس