×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الثاني

في عهد الملك عبد العزيز رحمه الله، فصارت تُرمَى من كل جهة من أجل الزحام، من أجل التيسير على الناس، أزيل الجبل من أجل إزالة الزحام؛ لأن الحُجاج كثروا، فلو صاروا كلهم يرمون من جهة واحدة، لحصل بذلك الخطر الشديد والحرج، فأزيل الجبل من أجل أن يرموا من كل جهة، ولكن بشرط أن يقع الحصى في الحوض - حوض الجمرة -.

والجمرة: معناها مجمع الحصى، مجمع الجمار: هو الحصى الصغار، تسمى جمارًا، فالجمرة: مجمع الحصى.

ثم قال رضي الله عنه: «هَذَا مَقَامُ الذِي أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ البَقَرَةِ»؛ يعني: رسول الله صلى الله عليه وسلم.

هذا يدل على أنه تَحَرَّى سُنة الرسول صلى الله عليه وسلم، وأنه وقف في المكان الذي وقف فيه الرسول صلى الله عليه وسلم.

ففيه: دقة الصحابة رضي الله عنهم في تحري سُنة الرسول صلى الله عليه وسلم، حتى إنهم يقفون في الموقف الذي وقف فيه.

ولماذا خص سورة البقرة مع أن الرسول صلى الله عليه وسلم أُنْزِل عليه القرآن كله؟

قيل: لأن فيها أحكام الحج، فيها ذِكر أحكام الحج.

وقيل: لأنها سورة طويلة، وهي أطول سورة في القرآن. وأفضل سورة في القرآن هي سورة الفاتحة، وأطول سورة في القرآن سورة البقرة، وأعظم آية في القرآن آية الكرسي، وسورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن، فالقرآن يتفاضل، فبعضه أفضل من بعض.


الشرح