عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ
رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «اللَّهُمَّ ارْحَمِ الْمُحَلِّقِينَ».
قَالُوا: وَالْمُقَصِّرِينَ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: «اللَّهُمَّ ارْحَمِ
الْمُحَلِّقِينَ». قَالُوا: وَالْمُقَصِّرِينَ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ:
«اللَّهُمَّ ارْحَمِ الْمُحَلِّقِينَ». قَالُوا: وَالْمُقَصِّرِينَ يَا رَسُولَ
اللهِ. قَالَ: «وَالْمُقَصِّرِينَ»([1]).
*****
فقوله: «هَذَا مَقَامُ
الَّذِي أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ»؛ أي: هذا المكان الذي رمى
فيه الرسول صلى الله عليه وسلم، الذي أنزلت عليه سورة البقرة؛ ليُبَيِّن للناس أنه
يَفعل كما فَعَل النبي صلى الله عليه وسلم.
هذا إذا أمكن أن
يأتيها من جهة ويرميها، فهذا أفضل.
أما إذا لم يتمكن
وصار هناك زحام، فإنه يرمي من أي جهة والحمد لله، المهم أن يقع الحصى في الحوض،
هذا هو المهم من أي جهة.
الحلق أو التقصير
نُسُك من مناسك الحج أو العمرة، قال الله تعالى: ﴿لَّقَدۡ صَدَقَ ٱللَّهُ رَسُولَهُ ٱلرُّءۡيَا بِٱلۡحَقِّۖ
لَتَدۡخُلُنَّ ٱلۡمَسۡجِدَ ٱلۡحَرَامَ إِن شَآءَ ٱللَّهُ ءَامِنِينَ مُحَلِّقِينَ
رُءُوسَكُمۡ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَۖ﴾ [الفتح: 27]، هذا في عمرة
القضية بعد الحديبية.
والنبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث دعا للمحلقين الذين يحلقون جميع الرأس بالموس، دعا لهم ثلاث مرات، ودعا للمقصرين مرة واحدة، وهم الذين يقصون شعر الرأس ويتركون بقيته، يقصون أعالي الشعر ويتركون بقيته.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1727)، ومسلم رقم (317).