عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ:
«أُمِرَ النَّاسُ أَنْ يَكُونَ آخِرُ عَهْدِهِمْ بِالْبَيْتِ، إلاَّ أَنَّهُ
خُفِّفَ عَنِ الْمَرْأَةِ الْحَائِضِ»([1]).
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ:
«اسْتَأْذَنَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه
وسلم أَنْ يَبِيتَ بِمَكَّةَ لَيَالِيَ مِنًى؛ مِنْ أَجْلِ سِقَايَتِهِ، فَأَذِنَ
لَهُ»([2]).
*****
ولكنه صار يُستعمل ولا يُقصد به الدعاء؛ مثل: «ثَكِلَتْكَ
أُمُّكَ يَا مُعَاذُ»([3])، الأصل أنه دعاء،
ولكنه استُعمل في غير إرادة الدعاء. وهذا منه، هذا مما يُستعمل، ولا يراد منه
المعنى الأصلي.
هذا تكلمنا عليه مع
الحديث الذي قبله.
هذا الحديث فيه: أن العباس بن عبد
المطلب، -عم النبي صلى الله عليه وسلم - استأذن النبي صلى الله عليه وسلم في أن
يترك المبيت في مِنًى ليالي مِنًى من أجل سقايته؛ لأنه كان يسقي الحجيج، كان عنده السقاية،
بمعنى أنه متعهد للسقاية بأنه يوفر الماء للحجيج في المسجد الحرام، يوفر الماء
بالروايا والقِرَب حتى يشرب الحجيج.
وكانت قريش مُقَسَّمة لأعمال الحج: منهم مَن يقوم بالسقاية. ومنهم مَن يقوم بالرِّفادة، وهي إطعام الحجيج. ومنهم مَن يقوم بالحجابة، حجابة الكعبة، بمعنى أنه يحمل مفتاحها ويفتحها، ويتولاها. فقريش مُتوزَّع عليها أعمال الحج.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1755)، ومسلم رقم (1328) واللفظ له.