«وَقَدِمَ عَلِيٌّ رضي الله عنه مِنَ الْيَمَنِ، فَقَالَ: أَهْلَلْتُ بِمَا أَهَلَّ
بِهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم »، كان النبي صلى الله عليه وسلم
أرسل عليًّا إلى اليمن ليأتي بالزكوات والجزية من اليمن، فجاء علي من اليمن،
ولَحِق بالنبي صلى الله عليه وسلم بعدما أَحْرَم النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: «أَهْلَلْتُ
بِمَا أَهَلَّ بِهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ».
هذا فيه: دليل على أن
الإنسان يُحْرِم بمثل ما أحرم به فلان، ويكون حكمه حكم الذي عَلَّق إحرامه على
إحرامه، إن كان متمتعًا أو قارنًا أو مُفْرِدًا، يكون مثله. لأن عليًّا أحرم بمثل
ما أحرم به النبي صلى الله عليه وسلم.
فيجوز أن تقول: «أحرمتُ بما
أَحْرَم به فلان»، ثم تسأل عن فلان: ماذا أحرم به؟ وتفعل مثله.
ولو أن الحُجاج
مثلاً جاءوا إلى الميقات، وأكثرهم عوام، ما يدرون، فأَحْرَموا جميعًا، وفيهم علماء
وفيهم طلبة علم، والعوام تبع للعلماء، ولو ما عَرَفوا شيئًا - فإنهم يُحْرِمون مع
الناس، وحُكْمهم حكم الناس.
هذا فيه توسعة على
المسلمين؛ لأنه ليس كل الحُجاج يعرفون، ولكن تمشي معهم، وتُحْرِم، وتعمل مثل ما
يعملون، ويكون حجك صحيحًا.
«فَأَمَرَ
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَصْحَابَهُ أَنْ يَجْعَلُوهَا عُمْرَةً»، لما
قَدِموا إلى مكة وطافوا وسَعَوْا، أَمَر النبي صلى الله عليه وسلم الذين ليس معهم
هَدْي أن يحلقوا رءوسهم وأن يُكملوا عمرتهم.
وكان هذا شيئًا لم يعتادوه، لم يعتادوا فسخ الحج إلى العمرة! هذا أَمَرهم به النبي صلى الله عليه وسلم.