وَعَنْهُ - أَيْ: عَنِ ابْنِ عُمَرَ - قَالَ: «جَمَعَ
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ بِجَمْعٍ، لِكُلِّ
وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا إِقَامَةٌ، وَلَمْ يُسَبِّحْ بَيْنَهُمَا، وَلاَ عَلَى إِثْرِ
وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا»([1]).
*****
هذا عَوْد إلى ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم
في مزدلفة بعد إفاضته من عرفة.
النبي صلى الله عليه
وسلم لما غَرَبت الشمس في عرفة، سار إلى مزدلفة، ولم يُصَلِّ المغرب، وجب المغرب
وهو في عرفة، ولكنه لم يُصَلِّ، أَخَّر المغرب وسار إلى مزدلفة.
في أثناء الطريق
توضأ صلى الله عليه وسلم، فقال له أحد الصحابة: الصلاة. قال: «الصَّلاَةُ
أَمَامَكَ»([2])، فمضى صلى الله
عليه وسلم إلى أن وصل إلى مزدلفة، فلما وصلها أَمَر المؤذن فأَذَّن، ثم أمره
فأقام، فصلى المغرب، ثم وضعوا رحالهم، ثم أَمَره فأقام، فصلى العشاء، المغرب ثلاث
ركعات، والعشاء ركعتان؛ جَمْع تأخير.
فهذا دليل على: أن السُّنة أن
الحُجاج يؤخرون صلاة المغرب، ويُصَلُّونها مع العشاء جَمْع تأخير إذا وصلوا إلى
مزدلفة ولو تأخر وصولهم، ما لم يخرج وقت العشاء.
أما إذا خَشُوا خروج وقت العشاء، خَشُوا أن ينتصف الليل قبل أن يَصِلوا إلى مزدلفة، فإنهم يُصَلُّون في الطريق ولا يُخرجون الصلاة عن وقتها.