×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الثاني

فالرسول صلى الله عليه وسلم طمأنهم فيما حصل لهم، وهم يرون الرسول لم يتحلل، وهم يتحللون، فأشكل ذلك عليهم، فبَيَّن لهم صلى الله عليه وسلم أنه لم يَبْقَ على إحرامه من أجل أن القِران أفضل أو الإفراد أفضل، لم يَبْقَ على ذلك من أجل أنه الأفضل، ولكن بقي على ذلك من أجل سَوْق الهَدْي، وإلا فالتمتع أفضل، أفضل من القِران وسَوْق الهَدْي.

وفيه: جواز قول: «لَوْ» في تمني الخير.

وأما النهي عن قول: «لَوْ»، فهو في التسخط من القضاء والقَدَر؛ يعني: أمور الدنيا، ما تقول: لو أني فعلتُ، كان كذا وكذا!!

أما أمور الدين، فيجوز أنك تقول: لو فعلتُ كذا! لو أني فعلت كذا! من باب التأسف على فوات الخير والأفضل.

ففيه: جواز قول «لو» إذا كان في تمني الخير، وعدم جوازها إذا كان في تمني الدنيا.

قال صلى الله عليه وسلم: «احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ. وْاسْتَعِنْ بِاللهِ وَلاَ تَعْجَزْ. وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ، فَلاَ تَقُلْ: لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا! وَلَكِنْ قُلْ: قَدَرُ اللهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ؛ فَإِنَّ «لَوْ» تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ»([1]).

هذا في أمور الدنيا، الإنسان لا يتأسف إذا فاته شيء من الدنيا، ولا يقول: لو. أما إذا تبين له الفضل والأجر الكثير، فإن له أن يتمنى ويتأسف على ما فاته؛ لأن هذا يدل على محبة الخير والحرص على الخير.


الشرح

([1]) أخرجه: مسلم رقم (2664).