وسُمِّي ذلك مزابنة؛
من الزَّبْن، وهو الدفع([1])؛ لأنه لو حصل إشكال
فكل واحد يدفع الآخر عن ماله. لو حصل إشكال ونقص، كل واحد يدفع الآخَر، يتزابنون
يعني: يتدافعون ويحصل نزاع بينهم.
«الْمُزَابَنَةِ»، هي المدافعة؛ لأنه
ربما يحصل نزاع بينهم بسبب ظهور الغرر فيما بعد.
«إِنْ كَانَ نَخْلاَ
- بِتَمْرٍ كَيْلاً»؛ لأن هذا ما يتساوى، ما يُضبط بالتساوي.
«وَإِنْ كَانَ
كَرْمًا»؛ يعني: عنبًا، الكَرْم هو العنب، أن يبيع العنب على الشجر بزبيب جاف
بالكيل، يقول: «العنب هذا يمكن يكون مِائة كيلو، فأنا أعطيك مِائة كيلو زبيب،
بخرصه إذا جف»، فيقال: لا يجوز هذا؛ لأن التساوي لا ينضبط، وإذا كان هناك زيادة في
أحد الطرفين صار ربًا، والشرع جاء بسد الذرائع وحفظ الحقوق وقطع النزاع بين الناس.
فلابد أن تكون
المعاملة منضبطة بالشروط الشرعية حتى لا يحصل مفاسد في المعاملات.
«بِزَبِيبٍ كَيْلاً»، الزبيب: هو
العنب الجاف.
«أَوْ كَانَ زَرْعًا: أَنْ يَبِيعَهُ بِكَيْلِ طَعَامٍ»، يأتي عند الزرع وهو على القصب، ويقول: «أنا سآخذ زرعك هذا بكيل طعام، أعطيك
([1]) انظر مادة (زبن) في: العين (7/ 374)، وتهذيب اللغة (13/ 155)، والصحاح (5/ 2130).