×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الثاني

 «وَحُلْوَانِ الْكَاهِنِ»، الكاهن: هو الذي يَدَّعِي علم الغيب. يقول للناس: أنتم سيحصل لكم كذا، أنت سيحصل لك حظ، أو سيحصل عليك ضرر. يخبر الإنسانَ عن مستقبله وما سيحصل له.

لأنه إما أنه يتخرص ويَدَّعِي علم الغيب ولا يعلم الغيب إلاَّ الله.

وإما أنه يستخدم الشياطين والجن، فيخضع لهم ويعطيهم ما يريدون من دينه، يسجد لهم، أو يذبح لهم، أو يدعوهم ويستغيث بهم، فيشرك، ثم يخدمونه هم، إذا أفسدوا دينه خدموه ﴿رَبَّنَا ٱسۡتَمۡتَعَ بَعۡضُنَا بِبَعۡضٖ [الأنعام: 128]، فالجني يستذل الإنسي، والإنسي يستخدم الجني في حوائجه، هذا حرام.

والكاهن يجب أنه يُردَع، يُمنَع من الكهانة. ادعاء الغيب هذا من نواقض الإسلام، مَن ادعى علم الغيب، فإنه مرتد عن دين الإسلام؛ لأنه يدعي أنه يشارك الله عز وجل: ﴿قُل لَّا يَعۡلَمُ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ ٱلۡغَيۡبَ إِلَّا ٱللَّهُۚ [النمل: 65].

ولأن الكاهن يُفسد في المجتمع:

يأمر الذين يأتونه أن يذبحوا لغير الله، أو ينذروا لغير الله؛ من أجل أن يحصلوا على مقصودهم، فيشركون.

أو أنه يُلقِي عليهم الذل والخوف، ويقول: سيأتيك بلاء، وسيأتيك عقوبات!! فيصير الإنسان خائفًا مهددًا - والعياذ بالله -.

أو يَكذب عليه، ويقول: سيأتيك خير، وسيأتيك مال. يكذب عليه؛ لأنه ما يعلم الغيب.


الشرح