عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ
اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لاَ تَلَقَّوُا الرُّكْبَانَ. وَلاَ يَبِعْ
بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ. وَلاَ تَنَاجَشُوا. وَلاَ يَبِعْ حَاضِرٌ
لِبَادٍ. وَلاَ تُصَرُّوا الإِبِلَ وَالْغَنَمَ، وَمَنِ ابْتَاعَهَا فَهُوَ
بِخَيْرِ النَّظَرَيْنِ، بَعْدَ أَنْ يَحْلُبَهَا: فَإِنْ رَضِيَهَا أَمْسَكَهَا،
وَإِنْ سَخِطَهَا رَدَّهَا وَصَاعًا مِنْ تَمْرٍ»([1]).
وَفِي لَفْظٍ: «هُوَ بِالْخِيَارِ ثَلاَثًا»([2]).
*****
يعني: مثلاً يدخل في هذا المكان المظلم بغير
كهرباء، ويقول: ادخل هذا المحل، وأي ثوب وقعتْ يداك عليه، أو أي صندوق وقعت يداك
عليه، فهو عليك بكذا، حظك ونصيبك.
هذا لا يجوز في
الإسلام، لابد أن يكون الأمر واضحًا أمام المشتري؛ ليدخل على بصيرة، ولا يكون هناك
خداع ومكر.
وهذا كما ذكرنا أن
كثيرًا من التجار الآن ما يعيشون إلاَّ على هذا النوع، على المغامرات والخداع
والمكر! ويعتبرون هذا من الحذق في البيع، هذا ليس بيعًا، هذا خداع ومكر، ولا يجوز.
هذا بيع المنابذة، وبيع الملامسة.
هذا الحديث فيه: أنواع من الغرر في
البيوع منهي عنها.
«لاَ تَلَقَّوُا الرُّكْبَانَ»، الرُّكبان: هم الذين يقدمون من خارج البلد معهم جَلَب، يجلبون إلى البلد، سواء من البادية أو من غيرها، وما يدرون عن الأسعار في البلد، غرباء جاءوا بسلعة.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (2150)، ومسلم رقم (1515).