يطلع واحد من البلد
ويتلقاهم، ويشتريها منهم، وهم ما يدرون عن البلد.
هذه خديعة، لا يجوز؛ لأن في هذا إضرارًا
بالركبان.
الرُّكبان: جمع رَكْب، وهم
الذين يقدمون لبيع السلع على السيارات، أو على الدواب، أو يَحملون ذلك على رءوسهم،
يقدمون لبيع سلعهم.
يطلع واحد ويقول:
أنا أشتريها منكم وأريحكم، لِمَ تدخلون بها إلى البلد؟! ثم يشتريها رخيصة.
وإذا جاء الرُّكبان
إلى البلد، وجدوه خادعهم واشتراها منهم برخص، فيحصل الضرر على الرُّكبان! هذا منهي
عنه.
اجعلهم يدخلون
البلد، ويرون الأسعار، ثم بعد ذلك اشترِ على بصيرة.
أيضًا: هذا يحصل به الضرر
على أهل البلد؛ لأن أهل البلد بحاجة إلى هؤلاء الرُّكبان؛ أنهم يبيعون سلعهم في
البلد، يتوسع بها أهل البلد، ما يأتي واحد ويأخذها جميعًا، ويَحرم أهل البلد من
فائدتها.
فهذا فيه: ضرر على الركبان،
وضرر على أهل السوق، «دَعُوا النَّاسَ يَرْزُقِ اللهُ بَعْضَهُمْ مِنْ بَعْضٍ»([1]).
فعلى الأول يكون
الضرر على الركبان، اشترى منهم بالرخص.
وعلى الثاني يمكن أنه أخذ السلعة بقيمتها أو أكثر وما على الركبان ضرر، أخذها بقيمتها أو أكثر، لكن يكون على أهل البلد ضرر،
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1522).