«وَالَمْيتَةِ» هي الحيوان الذي
مات حتف أنفه بدون ذكاة. الميتة: هي ما مات بدون ذكاة شرعية. هذا هو الميتة؛
كالأغنام والإبل والبقر والطيور، ما مات بغير ذكاة شرعية، فهو ميتة، وحرام أكله،
وحرام بيعه وشراؤه؛ لأنه خبيث.
مات بذكاة غير
شرعية، بأن ذبحه وثني أو مرتد، فذبائح المشركين وذبائح المرتدين والملاحدة لا تحل؛
لعدم أهلية الذابح، وإن ذبحها في مكان الذبح وذكاها في مكان التذكية، وقَطَع ما
يُطلب قطعه، فإذا كان الذابح فاقدًا للأهلية فذبيحته ميتة، لا تحل.
إنما تحل ذبائح
المسلمين وأهل الكتاب من اليهود والنصارى؛ كما قال تعالى: ﴿وَطَعَامُ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ حِلّٞ لَّكُمۡ وَطَعَامُكُمۡ
حِلّٞ لَّهُمۡۖ﴾ [المائدة: 5].
والمراد بذلك: الذبائح، بإجماع
العلماء؛ لأن الطعام غير الذبائح حلال من كل أحد، مثل: الحبوب والثمار، هذه حلال
من كل أحد، ولكن المراد بالطعام هنا الذبائح، ما ذبحه كتابي أو مسلم على الطريقة
الشرعية، فإنه حلال.
أما إذا ذُبِح على
غير الطريقة الشرعية، فهو حرام أيضًا، ولو ذبحه مسلم أو ذبحه كتابي، أو مات حتف
أنفه بدون ذكاة، فهو حرام.
وذلك لأن الميتة
نجسة وفيها أمراض، إذا أكلها الإنسان فإنها تسبب له الأمراض، وهي تغذى تغذية
خبيثة، وتؤثر على القلب وعلى البدن؛ ولذلك حرمها الله عز وجل: ﴿حُرِّمَتۡ عَلَيۡكُمُ ٱلۡمَيۡتَةُ﴾ [المائدة: 3]،