×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الثاني

فالتصوير سبب للشرك؛ فلذلك نهى النبي صلى الله عليه وسلم عنه أشد النهي، وأخبر أن الملائكة لا تدخل بيتًا فيه كلب ولا صورة([1]).

فما حدث الشرك في قوم نوح عليه السلام إلاَّ بسبب الصور، وما حدث الشرك في بني إسرائيل إلاَّ بسبب العجل الذي صَوَّره لهم السامري، تمثال من الذهب عبدوه من دون الله عز وجل. وقوم إبراهيم عليه السلام كانوا يعبدون التماثيل: ﴿مَا هَٰذِهِ ٱلتَّمَاثِيلُ ٱلَّتِيٓ أَنتُمۡ لَهَا عَٰكِفُونَ [الأنبياء: 52].

فالصور سبب للشرك؛ لأنها إذا نُصِبت واعتُني بها، وهي لمُعظَّمين من علماء أو رؤساء أو حكام، فإن الناس يعتقدون فيها، فيعبدونها من دون الله؛ كما حصل لقوم نوح عليه السلام، فهي من وسائل الشرك.

وكذلك جميع الصور، سواء كانت مرسومة أو منحوتة أو ملتقطة بالآلة.

ولذلك لَعَن النبي صلى الله عليه وسلم المصورين، وأخبر أنهم أشد الناس عذابًا يوم القيامة، وأن المُصوِّر يُجعَل له بكل صورة صورها نفس يُعَذَّب بها في جهنم([2]).

وأيضًا: يقال لهم: أحيوا ما خلقتم!!([3]). يُكَلَّفون أن ينفخوا فيها الرُّوح، وليسوا بنافخين، لكن هذا أمر تعذيب وتعجيز؛ لأنه لا يَنفخ الرُّوح والحياة إلاَّ الله عز وجل.


الشرح

([1]) أخرجه: البخاري رقم (3322)، ومسلم رقم (2106).

([2]) أخرجه: مسلم رقم (2110).

([3]) أخرجه: البخاري رقم (2105)، ومسلم رقم (2107).