«حَرَّمَ
بَيْعَ الْخَمْرِ»، وكذلك الخمر حرمه الله في القرآن، قال سبحانه وتعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِنَّمَا ٱلۡخَمۡرُ وَٱلۡمَيۡسِرُ
وَٱلۡأَنصَابُ وَٱلۡأَزۡلَٰمُ رِجۡسٞ مِّنۡ عَمَلِ ٱلشَّيۡطَٰنِ فَٱجۡتَنِبُوهُ
لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ ٩٠ إِنَّمَا يُرِيدُ
ٱلشَّيۡطَٰنُ أَن يُوقِعَ بَيۡنَكُمُ ٱلۡعَدَٰوَةَ وَٱلۡبَغۡضَآءَ فِي ٱلۡخَمۡرِ
وَٱلۡمَيۡسِرِ وَيَصُدَّكُمۡ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِ وَعَنِ ٱلصَّلَوٰةِۖ فَهَلۡ
أَنتُم مُّنتَهُونَ﴾ [المائدة: 90- 91].
الخمر: هو كل ما أسكر،
سُمِّي خمرًا لأنه يخامر العقل ويغطيه. ومنه الخمار الذي تلبسه المرأة؛ لأنه يغطي
رأسها. والتخمير: التغطية. والنبي صلى الله عليه وسلم أمر بتخمير الأواني -
يعني: بتغطيتها - إذا كان فيها شراب([1]).
فالتخمير في اللغة: هو التغطية([2])، والخمر: هو
المُسْكِر، سُمِّي بذلك لأنه يغطي على العقل. فإذا سكر الإنسان أصبح لا يعقل، ولا
يدري ماذا يصدر منه، ولا ماذا يقال له، ولا ماذا يَفعل، فأصبح أخس من البهيمة،
يتحول الإنسان بشرب المسكر إلى منزلة أخس من البهيمة.
فهو مادة خبيثة، وكل ما أسكر فهو خمر من أي مادة كان؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ، وَكُلُّ خَمْرٍ حَرَامٌ»([3])، وقوله: «مَا أَسْكَرَ كَثِيرُهُ، فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ»([4]).
([1]) أخرجه: البخاري رقم (3316)، ومسلم رقم (2012).