والكتابة معناها: أن يشتري العبد
نفسه بمال يؤديه لسيده على أقساط مؤجلة، فإذا أداها عتق؛ لأنه اشترى نفسه من سيده.
هذه هي الكتابة([1]).
قال الله تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ يَبۡتَغُونَ ٱلۡكِتَٰبَ مِمَّا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُكُمۡ
فَكَاتِبُوهُمۡ إِنۡ عَلِمۡتُمۡ فِيهِمۡ خَيۡرٗاۖ وَءَاتُوهُم مِّن مَّالِ ٱللَّهِ ٱلَّذِيٓ ءَاتَىٰكُمۡۚ﴾ [النور: 33].
فدل القرآن والسُّنة
على جواز الكتابة، وهي شراء العبد نفسه بثمن مؤجل على أقساط يؤديها، فإذا أداها
وانتهت، فإنه يعتق بذلك ويصير حرًّا.
والولاء - وهو الإرث
- لمن كاتبه، لمن أعتقه، سواء أعتقه بدون شيء أو أعتقه بعوض، «الْوَلاَءُ
لْحُمَةٌ كَلُحْمَةِ النَّسَبِ، لاَ يُبَاعُ وَلاَ يُوهَبُ»([2])، وإنما هو يُورَث
به، هو لا يُوَرَّث ولكن يُورَث به، فهو من أسباب الإرث.
أَسْبَابُ مِيرَاثِ
الْوَرَى ثَلاَثَةْ
كُلٌّ يُفِيْدُ
رَبَّهُ الْوِرَاثَهْ
وَهْيَ نِكَاحٌ
وَوَلاَءٌ وَنَسَبْ
مَا بَعْدَهُنَّ
لِلْمَوَارِيثِ سَبَبْ.
فالولاء من جملة
أسباب الإرث، وهو أن ميراث العتيق إذا لم يكن له أقارب يرثونه يعود إلى سيده.
لأن الله شكر له أن أعتق هذا الإنسان، فجعل له الولاء؛ ولهذا يقولون: الولاء عصوبة سببها نعمة المُعتِق على رقيقه بالعتق.
([1]) انظر: مختار الصحاح (1/ 266)، والمعجم الوسيط (كتب) (2/ 806).