×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الثاني

الله جعل له الولاء على عتيقه، سواء أعتقه في كفارة، أو أعتقه ابتداءً بدون سبب تقربًا إلى الله، أو أعتقه بكتابة.

كل أنواع العتق يَثبت بها الولاء، وهو الميراث بين المُعتِق والعتيق. هذا حكم شرعي لا يجوز تغييره.

أسياد بريرة أرادوا أن يغيروا هذا الحكم الشرعي، فيجعلون الولاء لهم، وهم لم يعتقوها، هم باعوها على عائشة رضي الله عنها، وعائشة هي المُعتِقة، فكان الولاء لمن؟ لعائشة رضي الله عنها؛ لأنها هي المُعتِقة، لما اشترتها وأعتقتها صار لها هي الولاء، هم يريدون أن يغيروا هذا الحكم، فيجعلون الولاء لغير المُعتِق.

فأنكر النبي صلى الله عليه وسلم هذا أشد الإنكار، وقال: «فَمَا بَالُ رِجَالٍ - أَوْ: أَقْوَامٍ - يَشْتَرِطُونَ شُرُوطًا لَيْسَتْ فِي كِتَابِ اللهِ؟!»، «لَيْسَتْ فِي كِتَابِ اللهِ»؛ يعني: في حُكْم الله، سواء بالقرآن أو بالسُّنة، السُّنة من كتاب الله عز وجل؛ لأنها وحي من الله عز وجل، «كُلُّ شَرْطٍ لَيْسَ فِي كِتَابِ اللهِ فَهُوَ بَاطِلٌ، وَإِنْ كَانَ مِائَةَ شَرْطٍ».

فهذا فيه: أن الأحكام الشرعية لا يجوز أن تُغَيَّر وأن تُبَدَّل، أو تُعَدَّل. ومنها الولاء، فإن الولاء للمُعتِق، سواء مباشرة أو بسبب، فالولاء له، فمَن أراد أن ينزعه منه فهو ظلم وباطل، وهو بغير حق.

ففي هذا: إنكار المنكر، النبي صلى الله عليه وسلم أنكر هذا التصرف من هؤلاء، من أسياد بريرة، أنكر عليهم أنهم يريدون أن يغيروا حكمًا من أحكام الله عز وجل.


الشرح