×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الثاني

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما: أَنَّهُ كَانَ يَسِيرُ عَلَى جَمَلٍ لَهُ قَدْ أَعْيَا، فَأَرَادَ أَنْ يُسَيِّبَهُ.

قَالَ: فَلَحِقَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَدَعَا لِي، وَضَرَبَهُ فَسَارَ سَيْرًا لَمْ يَسِرْ مِثْلَهُ قَطُّ، ثُمَّ قَالَ: «بِعْنِيهِ بوَقِيَّةٍ»، قُلْتُ: لاَ. ثُمَّ قَالَ: «بِعنِيهِ»، فَبِعْتُهُ بِأُوقِيَّةٍ، وَاسْتَثْنَيْتُ حِمْلاَنَهُ إِلَى أَهْلِي.

فَلَمَّا بَلَغْتُ أَتَيْتُهُ بِالجَمَلِ، فَنَقَدَنِي ثَمَنَهُ، ثُمَّ رَجَعْتُ، فَأَرْسَلَ فِي إِثْرِي فَقَالَ: «أَتُرَانِي مَاكَسْتُكَ لآِخُذَ جَمَلَكَ؟ خُذْ جَمَلَكَ وَدَرَاهِمَكَ، فَهُوَ لَكَ»([1]).

*****

فالسجع الذي لا يُتكلف، وهو حق وليس فيه منكر، لا بأس به؛ لأنه أخف على السمع وألذ في الكلام، فلا مانع منه.

السجع لا يُنْكَر مطلقًا، ولا يُقَر مطلقًا.

هذا الحديث فيه: أن جابرًا رضي الله عنه كان يسير مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض المغازي، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتفقد الركب، يحمل الضعيف والمنقطع، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يتفقد الركب ويسير خلفهم؛ لئلا يتخلف أحد أو ينقطع أحد.

وهكذا قائد الجيش، يجب عليه أن يتفقد الجيش، ما يذهب ويتركهم أو يَغفل عنهم، فهذا رسول الله أفضل الخلق صلى الله عليه وسلم كان يتفقد جيشه في المسير.


الشرح

([1]) أخرجه: البخاري رقم (2718)، ومسلم رقم (715).