×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الثاني

 أما إذا لم يتساويا فهذا ربا. ولابد أيضًا مع التساوي من التقابض في المجلس؛ لأن هذا بيع جنس بجنسه.

قوله صلى الله عليه وسلم: «وَلا تُشِفُّوا بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ»، هذا تأكيد، تأكيد لقوله صلى الله عليه وسلم: «مِثْلاً بِمِثْلٍ»، والشِّفُّ: هو الزيادة.

قوله صلى الله عليه وسلم: «وَلاَ تَبِيعُوا الْوَرِقَ بِالْوَرِقِ إلاَّ مِثْلاً بِمِثْلِ»، الوَرِق -بكسر الراء-: هو الفضة، ﴿فَٱبۡعَثُوٓاْ أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمۡ هَٰذِهِۦٓ إِلَى ٱلۡمَدِينَةِ [الكهف: 19]، فالوَرِق هو الفضة. فلا تباع الفضة بالفضة، إلاَّ متساوية من غير زيادة.

قوله صلى الله عليه وسلم: «وَلاَ تُشِفُّوا بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ»؛ يعني: لا تَزيدوا بعضها على بعض.

قوله صلى الله عليه وسلم: «وَلاَ تَبِيعُوا مِنْهَا غَائِبًا بِنَاجِزٍ»، هذا تحريم للنسيئة، حَرَّم الزيادة ثم حَرَّم النسيئة. فإذا اتحد الجنس حرم الأمران: الزيادة والنسيئة.

قوله صلى الله عليه وسلم: «إِلاَّ يَدًا بِيَدٍ»، هو معنى قوله: «غَائِبًا بِنَاجِزٍ»، غائبًا عن المجلس، «بِنَاجِرٍ»؛ يعني: بموجود في المجلس.

فلا تبع ذهبًا في البيت وأنت الآن في المتجر، لا تبع ذهبًا بالبيت بذهب في المتجر؛ لأن الذهب الذي في البيت غائب، لا تبع غائبًا بناجز، أو لا تبع حالاً بمؤجل.

قوله صلى الله عليه وسلم: «إِلاَّ وَزْنًا بِوَزْنٍ، مِثْلاً بِمِثْلٍ، سَوَاءً بِسَوَاءٍ»، كل هذا تأكيد.


الشرح