عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ:
جَاءَ بِلاَلٌ إِلَى رَسْولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِتَمْرٍ بَرْنِيٍّ،
فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مِنْ أَيْنَ لَكَ هَذَا؟» قَالَ
بِلاَلٌ: كَانَ عِنْدَنَا تَمْرٌ رَدِيءٌ، فَبِعْتُ مِنْهُ صَاعَيْنِ بِصَاعٍ؛
لِيَطْعَمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم.
فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ ذَلِكَ:
«أَوَّهْ أَوَّهْ، عَيْنُ الرِّبَا عَيْنُ الرِّبَا، لاَ تَفْعَلْ!! وَلَكِنْ
إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَشْتَرِيَ فَبِعِ التَّمْرَ بِبَيْعٍ آخَرَ، ثُمَّ اشْتَرِ
بِهِ»([1]).
*****
«وَزْنًا بِوَزْنٍ»؛ يعني: متساويًا في
الوزن.
«مِثْلاً بِمِثْلٍ»؛ يعني: في الكَمية،
لا يكون أحد العوضين أكثر.
«سَوَاءً بِسَوَاءٍ»، كل هذا تأكيد؛
منعًا لربا الفضل.
بلال بن رباح مؤذن
النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب النبي صلى الله عليه وسلم حبًّا شديدًا، وكان
ملازمًا له منذ أسلم؛ في مكة وفي المدينة، كان ملازمًا للنبي صلى الله عليه وسلم،
وكان يخدمه، وكان يؤذن في المسجد، وهو من السابقين الأولين في الإسلام ومن
المهاجرين.
فبلال رضي الله عنه اجتهد، كان عنده تمر رديء، ليس من النوع الجيد، ولا يحب أن يقدمه للنبي صلى الله عليه وسلم، فماذا فعل؟ باع الصاعين من الرديء بالصاع من الجيد؛ لأجل أن يُطْعِم النبي صلى الله عليه وسلم تمرًا جيدًا.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (2312)، ومسلم رقم (1594).