×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الثاني

 فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «مِنْ أَيْنَ لَكَ هَذَا؟»؛ يعني: الجيد هذا من أين أتيت به؟ فقال: «كَانَ عِنْدَنَا تَمْرٌ رَدِيءٌ، فَبِعْتُ مِنْهُ صَاعَيْنِ بِصَاعٍ»، فقال صلى الله عليه وسلم: «أَوَّهْ، أَوَّهْ»، كلمة تعجب واستنكار، «عَيْنُ الرِّبَا»، هذا هو عين الربا؛ لأنه بيع تمر مع زيادة، هذا عين الربا، والنبي صلى الله عليه وسلم - كما سبق - يقول: «التَّمْرُ بِالتَّمْرِ مِثْلاً بِمِثْلٍ سَوَاءً بِسَوَاءٍ».

ولا يُنظر إلى كون أحد النوعين أجود من الآخر، ما يقتضي هذا الزيادة في الجنس الواحد، لكن الناس ما يرضَون أن يبيعوا لنا تمرًا جيد بالرديء مع التساوي، ليسوا بآخذين صاعًا رديئًا بصاع جيد، ماذا يفعل؟

أرشده النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: «فَبِعِ التَّمْرَ بِبَيْعٍ آخَرَ، ثُمَّ اشْتَرِ بِهِ»، هذه هي الوسيلة إلى الحصول على الجيد، إذا كان عندك نوع رديء من التمر أو من البُر أو من الشعير، وتريد نوعًا جيدًا، فالوسيلة الشرعية أنك تبيع ما عندك من الرديء، ثم تأخذ القيمة وتشتري بها جيدًا.

أرشده النبي صلى الله عليه وسلم إلى الطريقة السليمة الخالية من الربا، فصلوات الله وسلامه عليه، ما أنصحَه للأمة!

فهذا الحديث يستفاد منه فوائد:

الفائدة الأولى: فيه محبة بلال لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنه يحرص على أن يُقَدِّم له صلى الله عليه وسلم الجيد من الطعام.

الفائدة الثانية: فيه أن الإنسان يسأل عما اشتبه عليه.


الشرح