×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الثاني

 الرسول صلى الله عليه وسلم لما اشتبه عليه هذا التمر سأل. فإذا اشتبه عليك شيء، فإنك تسأل لتستبرئ لدينك وعِرضك؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: «فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ، اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ، وَعِرْضِهِ»([1])، وقال صلى الله عليه وسلم: «دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لاَ يَرِيبُكَ»([2]). النبي صلى الله عليه وسلم استفصل.

فلا يجوز أن الإنسان يقول: ما عليَّ، أنا ما دريتُ عن هذا الشيء، ولا عليَّ!!

نقول: لا، ما دام أنه يحتمل أنه غير صحيح وأنه حرام، فلا يسعك إلاَّ أن تسأل حتى تكون على بينة.

والرسول صلى الله عليه وسلم سأل، وأجابه بلال بما صنع، أنه اشترى تمرًا مع زيادة؛ نظرًا لأن أحد التمرين رديء والآخر جيد، فالنبي صلى الله عليه وسلم مَنَع من هذا؛ لأنه بيع تمر بتمر مع زيادة، وهذا ربا حرام.

الفائدة الثالثة: في الحديث الطريقة الشرعية لمن كان عنده تمر أو بُر أو شعير رديء، وأراد الحصول على جيد، أن الطريقة الشرعية أن يبيع الرديء بدراهم، ثم يشتري بالدراهم تمرًا جيدًا أو بُرًّا جيدًا أو شعيرًا جيدًا. فهذه هي الطريقة الشرعية السالمة من الربا.


الشرح

([1]) أخرجه: مسلم رقم (1599).

([2]) أخرجه: الترمذي رقم (2518)، والنسائي رقم (5711)، والدارمي رقم (2574)، وأحمد رقم (1723).