والربا على قسمين: ربا فضل، وربا
نسيئة.
والأصل هو ربا
النسيئة، الذي كان أهل الجاهلية يتعاملون به، كان أهل الجاهلية يتعاملون بربا
النسيئة.
كيف ربا النسيئة؟
يكون له الدَّين على
شخص، فإذا حل الأجل قال: هل تَرغب أنك تسدد، وإلا نَزيد الدَّين ونؤجل مرة ثانية؟
فإِنْ أَجَّله زاد فيه فهذا ربا النسيئة، وهو ربا الجاهلية، وهو الذي قال الله
جل وعلا فيه: ﴿وَإِن تُبۡتُمۡ فَلَكُمۡ رُءُوسُ
أَمۡوَٰلِكُمۡ لَا تَظۡلِمُونَ وَلَا تُظۡلَمُونَ﴾ [البقرة: 279]. ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَذَرُواْ مَا
بَقِيَ مِنَ ٱلرِّبَوٰٓاْ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ ٢٧٨ فَإِن لَّمۡ تَفۡعَلُواْ فَأۡذَنُواْ بِحَرۡبٖ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦۖ وَإِن تُبۡتُمۡ فَلَكُمۡ رُءُوسُ
أَمۡوَٰلِكُمۡ لَا تَظۡلِمُونَ وَلَا تُظۡلَمُونَ﴾ [البقرة: 278- 279].
هذا ربا النسيئة،
وهو أن يَزيد في الدَّين على المَدين ويؤجله مرة ثانية، سواء كان المَدين موسرًا
أو كان معسرًا.
فربا النسيئة حرام،
ولكن إن كان المدين معسرًا فهذا أشد؛ لأنه زيادة حمل على الفقير من غير أن يستفيد؛
ولهذا قال جل وعلا: ﴿وَإِن كَانَ ذُو عُسۡرَةٖ فَنَظِرَةٌ إِلَىٰ مَيۡسَرَةٖۚ وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيۡرٞ لَّكُمۡ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ﴾ [البقرة: 280].
فإذا أعسر المدين
بالدَّين، فصاحبه يُخيَّر بين أمرين:
1- إما أن يُنْظِره ولا يَزيد في الدَّين: ﴿فَنَظِرَةٌ إِلَىٰ مَيۡسَرَةٖۚ﴾ [البقرة: 280].