×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الثاني

فإن جَعَل فيه آجلاً، اجتمع فيه ربا الفضل وربا النسيئة.

فهذا هو ربا الفضل، وقد جاء النص عليه في السُّنة الصحيحة، وأيضًا هو داخل في قوله تعالى: ﴿وَأَحَلَّ ٱللَّهُ ٱلۡبَيۡعَ وَحَرَّمَ ٱلرِّبَوٰاْۚ [البقرة: 275]. كلمة «الربا» عامة لربا الفضل وربا النسيئة، ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ ٱلرِّبَوٰٓاْ [البقرة: 278] كلمة عامة لربا الفضل، وربا النسيئة.

وقد جاء في الحديث: «دِرْهَمٌ رِبًا يَأْكُلُهُ الرَّجُلُ وَهُوَ يَعْلَمُ، أَشَدُّ مِنْ سِتَّةٍ وَثَلاَثِينَ زَنْيَةً»([1]).

قال صلى الله عليه وسلم: «الرِّبَا سَبْعُونَ حُوبًا»؛ يعني: إثمًا، «أَيْسَرُهَا أَنْ يَنْكِحَ الرَّجُلُ أُمَّهُ»([2]).

فالربا شديد التحريم وخطير جدًّا، ولكن مع الأسف لما غلب الاقتصاد اليهودي والاقتصاد الكافر على التجارة العالمية، صار الربا سائغًا عند كثير من الناس، لا يبالون به، واليهود هم أهل الربا، وأكلهم الربا وقد نُهُوا عنه.

فاليهود من الأصل هم أهل الربا، ولما صارت المصارف والبنوك في أيديهم، أسسوها على الربا، وعمت البلوى بها.


الشرح

([1]) أخرجه: أحمد رقم (21957)، والدارقطني رقم (2843)، والبزار رقم (3381).

([2]) أخرجه: ابن ماجه رقم (2274)، والبزار رقم (8538)، والبيهقي في «الشعب» رقم (5129).