شَرَط شروطًا: أن تكون «فِي
الْفُقَرَاءِ، وَفِي ذِي الْقُرْبَى»؛ يعني: أقارب عمر، في الفقراء المسلمين،
وفي أقارب الواقف.
فدل على: صحة الوقف على
الأقارب، وهو أفضل، وَقْفك على أقاربك المحتاجين أفضل. وحتى لو كانوا أغنياء، فإن
هذا فيه صلة للقرابة، صلة للرحم. ولكن إن كانوا فقراء فهذا أَوْلى وأفضل، وقد جاء
في الحديث أن صدقتك على القريب بأجرين: صدقة وصلة([1]). جَعَلها في
الفقراء وفي الأقارب.
«وَفِي الرِّقَابِ»، بمعنى أنها
يُعْتَق منها الأَرِقاء؛ لأن العتق قربة، إعتاق الرقاب من الرِّق هذا قربة عظيمة؛
لأنك تخرجهم من الرق إلى الحرية.
﴿وَإِذۡ تَقُولُ لِلَّذِيٓ أَنۡعَمَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِ وَأَنۡعَمۡتَ
عَلَيۡهِ﴾ [الأحزاب: 37]، يعني: أنعم الله عليه بالإسلام، وأنعمت عليه
بالعتق. فدل على أن العتق نعمة يُنْعِم بها المُعْتِق على عتيقه.
ولهذا عَرَّفه
الفقهاء فقالوا في الولاء في باب المواريث: «الولاء عصوبة سببها نعمة المُعْتِق
على رقيقه بالعتق».
«وَفِي سَبِيلِ اللهِ»؛ يعني: الجهاد، يُجَهَّز منها الغزاة، ويُشترَى منها السلاح. هذا معنى «وفي سبيل الله»، يعني: في شئون الجهاد في سبيل الله؛ لإعلاء كلمة الله.
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (658)، والنسائي رقم (2582)، وابن ماجه رقم (1844)، وأحمد رقم (16233).