عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ قَالَ: «كُنَّا أَكْثَرَ
الأنْصَارِ حَقْلاً، وَكُنَّا نُكْرِي الأَرْضَ، عَلَى أَنَّ لَنَا هَذِهِ
وَلَهُمْ هَذِهِ، فَرُبَّمَا أَخْرَجَتْ هَذِهِ وَلَمْ تُخْرِجْ هَذِهِ،
فَنَهَانَا عَنْ ذَلِكَ. فَأَمَّا بِالْوَرِقِ وَالذَّهَبِ فَلَمْ يَنْهَنَا»([1]).
وَلِمُسْلِمٍ: عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ قَيْسٍ قَالَ:
«سَأَلْتُ رَافِعَ بْنَ خَدِيجٍ عَنْ كِرَاءِ الأَرْضِ بِالذَّهَبِ وَالْوَرِقِ،
فَقَالَ: لاَ بَأْسَ بِهِ، إِنَّمَا كَانَ النَّاسُ يُؤَاجِرُونَ عَلَى عَهْدِ
رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِمَا عَلَى الْمَاذِيَانَاتِ، وَأَقْبَالِ
الْجَدَاوِلِ، وَأَشْيَاءَ مِنَ الزَّرْعِ، فَيَهْلِكُ هَذَا وَيَسْلَمُ هَذَا،
وَلَمْ يَكُنْ لِلنَّاسِ كِرَاءٌ إلاَّ هَذَا؛ وَلِذَلِكَ زَجَرَ عَنْهُ. فَأَمَّا
شَيْءٌ مَعْلُومٌ مَضْمُونٌ، فَلاَ بَأْسَ بِهِ»([2]).
الْمَاذِيَانَاتُ([3]): وَهُوَ أَصْغَرُ مِنْ النَّهْرِ وَأَعْظَمُ مِنْ
الْجَدْوَلِ، وَالْجَدْوَلُ: النَّهَرُ الصَّغِيرُ.
*****
الحديث السابق فيه جواز المساقاة والمزارعة،
ولكن جاءت أحاديث تَنْهَى عن كِرَاء الأرض وعن المزارعة، فاختلف العلماء في ذلك:
منهم مَن أجاز
المزارعة والمساقاة. ومنهم مَن منعها عملاً بالنهي.
ولكن رافع بن خَديج رضي الله عنه صاحب أصل وصاحب خبرة، يقول: نحن أهل أرض.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (2327)، ومسلم رقم (1547) واللفظ له.