فَلاَ يُؤْذِ جَارَهُ»([1])، فالجوار له حق.
حتى العرب في
الجاهلية، كانوا يُحْسِنون الجوار؛ لأن هذا من مكارم الأخلاق التي أقرها الإسلام
وأوصى بها.
وهذا شيء يَغفل عنه
كثير من الناس اليوم، ويسيئون إلى جيرانهم ويؤذونهم، فضلاً عن أن يَصِلوهم، وأن
يعطوهم حقوقهم، فهم مع منعهم لحقوق الجار يؤذونه، ولا يراعون حقه ولا حرمته!!
حتى الجار الكافر له
حق على المسلم، فإن النبي صلى الله عليه وسلم زار يهوديًّا وهو في سياق الموت.
وكان العلماء يكرمون
جيرانهم من أهل الذمة، ويزورونهم ويدعونهم عندهم لحضور المناسبات وأكل الطعام.
فهذا من محاسن هذا الدين، إكرام الجار.
وهذا الحديث جاء
ببيان شيء من حقوق الجار؛ أنه إذا احتاج الجار إلى أن يضع «خَشَبَةً» بالتاء، أو «خَشَبَهُ»
بالهاء، إذا احتاج إلى وضع خشبه على جدار جاره، فليس له أن يمنعه من ذلك، بل
يُمَكِّنه من ذلك؛ لأن هذا من حق الجار على جاره.
إلاَّ إذا كان صاحب الجدار محتاجًا له، فحاجة المالك مُقَدَّمة على حاجة الجار، أو كان الجدار لا يَتحمل، يُخشى أن يسقط، فـ «لاَ ضَرَرَ وَلاَ ضِرَارَ»([2]).
([1]) أخرجه: البخاري رقم (6018)، ومسلم رقم (47).