في الناس، خَلَفه مَرْوان بن الحكم، فصار أميرًا
على المدينة؛ فلذلك قال: «وَاللهِ لَأَرْمِيَنَّ بِهَا»؛ أي: لأُلزمنكم
بها.
فهذا الحديث فيه
مسائل:
الأولى: فيه عِظم حق الجار
على جاره.
الثانية: أنه ليس له أن
يمنعه من الارتفاق بما لا ضرر على الجار فيه من جدار أو غيره، فيُمَكِّن الجار من الارتفاق
بالشيء الذي لا ضرر عليه فيه.
الثالثة: أنه لا يجوز له أن
يأخذ في مقابل ذلك عوضًا أو أجرة؛ لأن هذا حق واجب عليه.
الرابعة: فيه أن العالِم
يُبلِّغ ما عنده من العلم ولو تثاقل الناس ذلك؛ فإنه لا يَنظر إلى رغبة الناس،
وإنما يَنظر إلى إبراء ذمته.
الخامسة: فيه
الإنكار على من يتثاقل شيئًا من أمور الشرع، فيُنْكَر عليه؛ لأن الواجب استقبال
أوامر الله وأوامر رسوله بالرضا والتسليم والاقتناع!! هذا مقتضى الإيمان: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤۡمِنٖ وَلَا مُؤۡمِنَةٍ إِذَا قَضَى ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥٓ أَمۡرًا أَن
يَكُونَ لَهُمُ ٱلۡخِيَرَةُ مِنۡ أَمۡرِهِمۡۗ وَمَن يَعۡصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ
فَقَدۡ ضَلَّ ضَلَٰلٗا مُّبِينٗا﴾ [الأحزاب: 36].
السادسة: فيه العمل بالسُّنة، وأنه يجب العمل بها؛ كما يجب العمل بالقرآن الكريم.