×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الثاني

و«قِيدَ» معناه قَدْر «شِبْرٍ»، شبر الإنسان، وهذا من باب التنفير عن الظلم؛ لأن الشبر لا يُنتفع به، ولكن هذا من باب التنفير من الظلم؛ تنبيهًا بالأدنى على الأعلى.

ومن ذلك تغيير المراسيم التي تفرز الحقوق؛ بأن يأتي شخص، ويؤخرها عن مكانها من أجل أن يأخذ جزءًا من أرض الجار لجاره، أو من أرض فلان لأرض فلان. وقد لَعَن صلى الله عليه وسلم مَن غَيَّر منار الأرض([1])، وهي المراسيم التي تفرز حقوق الناس؛ لأن هذا من الظلم الذي يستحق صاحبه اللعنة: ﴿أَلَا لَعۡنَةُ ٱللَّهِ عَلَى ٱلظَّٰلِمِينَ [هود: 18]، فالظالم يستحق اللعنة.

«طُوِّقَهُ» يوم القيامة؛ أي: جُعِل طوقًا في عنقه؛ تعذيبًا له وفضيحة له.

وليس طوقًا يسيرًا!! وإنما هو «مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ»، من سبع طباق - والعياذ بالله - من الأرض السفلى إلى الأرض العليا، يُوسَّع عنقه ويُجعَل طوقًا في عنقه؛ فضيحة له - والعياذ بالله -.

فهذا الحديث فيه مسائل عظيمة، فيه:

أولاً: تحريم الظلم والغصب، ظلم الناس واغتصاب أموالهم بغير حق.

ثانيًا: فيه أن المغتصب للأرض يُطَوَّق ما اغتصبه يوم القيامة؛ عقوبة له، ما يقال: إنه أخذها، وانتهى، وخلاص! لا، سيؤتى به يوم القيامة،


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (1978).