عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللهِ
صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَطْلُ الْغَنِيِّ ظُلْمٌ، فَإِذَا أُتْبِعَ
أَحَدُكُمْ عَلَى مَلِيءٍ فَلْيَتْبَعْ»([1]).
*****
هذا الحديث فيه مسألتان:
المسألة الأولى: تحريم المَطْل،
المَطْل من الغني. والمماطلة: عدم التسديد للدَّين إذا حل، فإنه يجب عليه
أن يُسدِّد، فإن أخر التسديد فهو مماطل.
والمُماطِل يَحِل
عِرضه وعقوبته، قال صلى الله عليه وسلم: «مَطْلُ الْغَنِيِّ ظُلْمٌ»،
يُحِل عرضه بأن يَشتكي عند الحاكم ويقول: فلان مماطل، فلان يريد أن يأكل حقي...
وما أشبه ذلك. هذا كلام في عرضه.
ولكنه يَحِل من أجل
الحاجة إلى ذلك، يُحِل عِرضه وعقوبته؛ لأن الحاكم يُعاقِب المماطل، قالوا: بالحبس.
يعاقبه بالسجن حتى يُسدِّد منعًا لظلمه.
أما الفقير فإنه غير
مماطل، إذا لم يستطع السداد فهذا غير مماطل.
الرسول يقول: «مَطْلُ
الْغَنِيِّ»، أما غير الغني، وهو الفقير الذي ما يستطيع السداد، فهذا تأخيره
التسديد لا يُسمَّى مماطلة، وإنما يُسمى معسرًا.
والله جل وعلا يقول: ﴿وَإِن كَانَ ذُو عُسۡرَةٖ فَنَظِرَةٌ إِلَىٰ مَيۡسَرَةٖۚ﴾ [البقرة: 280]، فالمعسر لا يُحبس، ولا يُشتكى ولا يُطالَب عند القاضي، ما يجوز هذا؛ لأنه معسر، لكن يجب إنظاره.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (2287)، ومسلم رقم (1564).