الوداع، في السنة العاشرة مع الرسول صلى الله
عليه وسلم، أصابه مرض وهو في مكة، فجاءه النبي صلى الله عليه وسلم يَعُوده من
مرضه.
فسعد بن أبي وقاص
سأل النبي صلى الله عليه وسلم من جهة الوصية: ماذا يوصي به؟ وسأله: هل يموت بمكة؟
يعني: هل يُخَلَّف عن أصحابه؟ يعني: هل يموت بمكة مع أنه قد هاجر منها؟ وهم يكرهون
أن يموتوا في البلد الذي هاجروا منه؛ لأنهم تركوه لله عز وجل، فسعد رضي
الله عنه يَكره أن يموت في مكة، وهو قد هاجر منها.
فالنبي صلى الله
عليه وسلم طمأنه بأنه لن يموت في مكة، وهذا من معجزاته صلى الله عليه
وسلم؛ لأن الله أطلعه على أن سعدًا لن يموت في مكة، فأخبره بذلك، وطمأنه، بل
أخبره أنه سينفع الله به، أنه سيُمِد له في عمره، وينفع الله به أقوامًا ويَضر به
آخرين! هذه بشارة ثانية.
أولاً: أخبره أنه لن يموت
في مكة.
وثانيًا: أن الله سينفع به
المسلمين، ويضر به الكفار.
فهذا الحديث عظيم،
ويدل على مسائل عظيمة:
المسألة الأولى: فيه عيادة المريض.
من حق المسلم على المسلم: أن يَعُوده إذا مَرِض، وأن يتبع جنازته ويشيعه إلى
المقبرة، من حقوق المسلمين بعضهم على بعض.
المسألة الثانية: أن الأكابر يزورون
مَن دونهم، وولي الأمر يزور أفراد رعيته.
فالرسول صلى الله عليه وسلم - وهو سيد البشر، وهو الإمام - زار سعدًا رضي الله عنه.