هذا الولاء لا يجوز
التنازل عنه بالهبة، لا تعطه لأحد، ولا تبعه لأحد، تقول: «أنا لي الولاء على هذا
العتيق، سأبيعه عليك» ما يجوز هذا، أو «سأهبه لك» ما يجوز هذا.
مثل النسب، الولاء
مثل النسب؛ كما أنك لا تبيع نسبك ولا تعطيه لأحد؛ كذلك الولاء ما يجوز التنازل عنه
لأحد أو بيعه على أحد أو هبته لأحد، لُحْمة كلُحْمة النسب؛ لا يباع ولا يوهب ولا
يورث، ولكن يورث به. هذا هو الولاء.
«أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ بَيْعِ الْوَلاَءِ وَعَنْ هِبَتِهِ»، هذا هو، الولاء مثل النسب، لا يباع ولا يوهب ولا يورث، وإنما يورث به؛ مثل النسب تمامًا، وهو التعصيب الذي سببه العتق، لَما مَنَّ المالك على مملوكه بالعتق، شَكَر الله له ذلك، فجَعَل له عليه الولاء في مقابل نعمته عليه، جَعَل له الولاء عليه في مقابل إعتاقه؛ من باب الشكر له.