عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: كَانَتْ فِي
بَرِيرَةَ ثَلاَثُ سُنَنٍ:
خُيِّرَتْ عَلَى زَوْجِهَا حِينَ عَتَقَتْ.
وَأُهْدِيَ لَهَا لَحْمٌ، فَدَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ
اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَالْبُرْمَةُ عَلَى النَّارِ، فَدَعَا بِطَعَامٍ،
فَأُتِيَ بِخُبْزٍ وَأُدْمٍ مِنْ أُدْمِ الْبَيْتِ، فَقَالَ: «أَلَمْ أَرَ
الْبُرْمَةَ عَلَى النَّارِ فِيهَا لَحْمٌ؟!» قَالُوا: بَلَى، يَا رَسُولَ
اللَّهِ، ذَلِكَ لَحْمٌ تُصُدِّقَ بِهِ عَلَى بَرِيرَةَ، فَكَرِهْنَا أَنْ
نُطْعِمَكَ مِنْهُ. فَقَالَ: «هُوَ عَلَيْهَا صَدَقَةٌ، وَهُوَ مِنْهَا لَنَا
هَدِيَّةٌ». وَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِيهَا: «إِنَّمَا الْوَلاَءُ
لِمَنْ أَعْتَقَ»([1]).
*****
هذا الحديث عن عائشة رضي الله عنها، تَذكر أن
من فضائل بَريرة هذه المسائل الثلاث التي شُرِعت بسببها.
المسألة الأولى: بريرة كانت مملوكة،
ومُزوَّجة بمملوك، فأعتقت؛ كما سبق في حديث عائشة رضي الله عنها، أنها اشترتها ممن
كاتبوها وأعتقتها، فصار وَلاؤها لعائشة رضي الله عنها.
لكن الشاهد الآن: أنها لما أُعتقت،
وزوجها لم يُعْتَق، خَيَّرها النبي صلى الله عليه وسلم.
فدل على: أنه إذا كان كل من الزوجين مملوكًا، وعُتق أحدهما ولم يُعْتَق الآخَر، أن المرأة تُخَيَّر: فإن شاءت تبقى مع مملوك، وإن شاءت تفسخ لأنها حرة وهو رقيق.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (5097)، ومسلم رقم (1504).