«وَمَنْ لَمْ
يَسْتَطِعْ، فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ»، هذا حل شرعي، يُؤْجَر عليه
الإنسان، عبادة، عبادة وتحصن فرجه.
ولهذا قال صلى الله
عليه وسلم: «فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ»، الوِجاء في اللغة: هو الخِصاء([1])؛ لأن الخَصِي ما
يبقى فيه شهوة، إذا أزيلت خصيته أو رُضَّتْ خصيته يصير مثل البهائم، الخصي من
البهائم لا يبقى له شهوة.
شَبَّه النبي صلى
الله عليه وسلم الصيام بالخصاء في أنه يمنع الشهوة. هذا من باب التشبيه.
فدل هذا الحديث على: أن الشباب يتأكد
عليهم الزواج إذا استطاعوه؛ تحصينًا لأنفسهم من الوقوع في الفواحش.
ودل الحديث على: خطورة فترة الشباب،
وأنها فترة خطرة، وأن على الشاب أن يحفظ نفسه من الانزلاق في الشهوات وأسباب
الفتنة، فلا يذهب إلى الأسواق ولا إلى مجامع النساء، ولا ينظر في الفضائيات التي
فيها عري النساء وسفورهن؛ لأن هذا يحرك عليه هذه الشهوة فتوقعه في الحرام، فيتجنب
هذه الأمور.
فدل الحديث: على فوائد النكاح،
وأنه أغض للبصر، وأحصن للفرج.
ودل: على أن مَن لا يستطيع النكاح، فإنه يستعمل الصيام؛ من أجل أن يضعف شهوته، وهذا علاج شرعي له.
([1]) قال أبو زيد: يقال للفحل إذا رُضَّتْ أنثياه: قد وُجِئ وِجاء، ممدود، فهو موجوء، وقد وجأته، فأراد أنه يَقطع النكاح؛ لأن الموجوء لا يَضرب. انظر: تهذيب اللغة (11/ 160)، والصحاح (1/ 80)، ولسان العرب (1/ 190).