فهو سهم مسموم؛ كما
قال النبي صلى الله عليه وسلم، فالنظر سهم مسموم من سهام إبليس، فمن أطلقه، فأين
يروح السهم هذا؟ يرجع إلى قلبه، فيطعنه في قلبه - والعياذ بالله - فالنظر يورث
الشهوة، ويورث الفتنة.
فيغض الشاب بصره،
ويبادر بالزواج؛ لأنه يعينه على غض البصر الذي أَمَر الله به ﴿قُل لِّلۡمُؤۡمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنۡ أَبۡصَٰرِهِمۡ﴾ [النور: 30]، فالزواج يعينه على
غض البصر.
«وَأَحْصَنُ
لِلْفَرْجِ»، «أحصن»، يُحَصِّن الفرج. والحِصن: هو ما يمنع من المحظور([1]).
فالزواج يُحَصِّن
الفرج من الفاحشة؛ مثل الحصون التي تقي الناس من عدوهم، يتحصنون فيها. فالمسلم
يتحصن بالزواج من الفاحشة؛ كما يتحصن الناس من الحرب في الحصون التي تمنع عنهم
عدوهم.
والذي لا يستطيع
الزواج ماذا يعمل؟
يصوم، يستعمل الصيام؛ لأن الشهوة تَنتج عن انبساط في الأكل والشرب. فإذا صام الإنسان، ضَعُفت شهوته لأن الشهوة انكسرت بالصيام، والشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، ويتسلط مع تناول المآكل والمشارب، ولكنه لا يتسلط على الصائم، الشيطان يبتعد عن الصائم فلا يغريه بالفاحشة.