«فَلْيَتَزَوَّجْ»؛ أي: فعليه
بالزواج.
وقد بَيَّن صلى الله
عليه وسلم مصالحه، فقال: «فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ
لِلْفَرْجِ»، فالذي يتزوج يكتفي بالحلال، ولا ينظر للنساء، ما يروح بصره إلى
النساء؛ لأن عنده ما يكفيه، وشهوته انسحبت أو ضَعُفت، فلا يتابع النساء ويذهب
يغازل النساء في الأسواق، بل يبقى مع زوجته، زوجته تعفه وتغض بصره عن التطلع إلى
النساء؛ لأن الله أغناه بالحلال عن الحرام.
«فَإِنَّهُ أَغَضُّ
لِلْبَصَرِ»، والبصر خطير؛ ولهذا قال جل وعلا: ﴿قُل لِّلۡمُؤۡمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنۡ أَبۡصَٰرِهِمۡ وَيَحۡفَظُواْ
فُرُوجَهُمۡۚ ذَٰلِكَ أَزۡكَىٰ لَهُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرُۢ بِمَا يَصۡنَعُونَ
٣٠ وَقُل
لِّلۡمُؤۡمِنَٰتِ يَغۡضُضۡنَ مِنۡ أَبۡصَٰرِهِنَّ وَيَحۡفَظۡنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا
يُبۡدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنۡهَاۖ وَلۡيَضۡرِبۡنَ بِخُمُرِهِنَّ
عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّۖ وَلَا يُبۡدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوۡ
ءَابَآئِهِنَّ أَوۡ ءَابَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوۡ أَبۡنَآئِهِنَّ أَوۡ
أَبۡنَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوۡ إِخۡوَٰنِهِنَّ أَوۡ بَنِيٓ إِخۡوَٰنِهِنَّ أَوۡ
بَنِيٓ أَخَوَٰتِهِنَّ أَوۡ نِسَآئِهِنَّ أَوۡ مَا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُهُنَّ أَوِ
ٱلتَّٰبِعِينَ غَيۡرِ أُوْلِي ٱلۡإِرۡبَةِ مِنَ ٱلرِّجَالِ أَوِ ٱلطِّفۡلِ
ٱلَّذِينَ لَمۡ يَظۡهَرُواْ عَلَىٰ عَوۡرَٰتِ ٱلنِّسَآءِۖ وَلَا يَضۡرِبۡنَ
بِأَرۡجُلِهِنَّ لِيُعۡلَمَ مَا يُخۡفِينَ مِن زِينَتِهِنَّۚ وَتُوبُوٓاْ إِلَى
ٱللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ﴾ [النور: 30، 31].
فالبصر فيه خطورة،
إذا لم يغضه الإنسان فإنه يزرع في قلبه الشهوة من المناظر الفاتنة.
والشاعر يقول:
كلُّ الحوادث مبداها
من النظرِ *** ومعظمُ النار من مُستصغَر الشَّرَرِ
كم نظرةٍ بلغت في قلب صاحبها **** كمبلغ السهم بين القوس والوَتَرِ