×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الثاني

عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ؛ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصرِ وأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ. وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ، فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ»([1]).

*****

هذا الحديث قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: «يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ».

لماذا خَصَّ النبي صلى الله عليه وسلم الشباب؟

لأن الشهوة فيهم أقوى من الكبار، فهم على خطر من غُلْمة الشباب، فعليهم أن يبادروا إلى صرف هذه الشهوة في المَصْرِف الشرعي، لئلا تجرهم إلى الفساد.

«يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ»، و«الشباب» يقولون: من البلوغ إلى سن الثلاثين هذا يسمى شابًّا، ومن الثلاثين إلى الأربعين يسمى كهلاً، ومن الأربعين فما فوق يسمى شيخًا.

فالنبي صلى الله عليه وسلم حث الشباب - وهم مَن في سن الثلاثين فأقل - على الزواج؛ لأنهم في هذه المرحلة أخطر ما يكون من مراحل العمر لقوة الشهوة فيهم؛ لئلا تغلبهم إلى الحرام، فإذا وضعوها في النكاح الصحيح أَمِنوا من شرها.

«مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ»، ما هي الباءة؟ الباءة: المراد بها مؤنة النكاح، من مهر ومسكن... وغير ذلك؛ لأن النكاح يحتاج إلى استعداد مالي.

«مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ»؛ أي: كُلَف الزواج.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (1905)، ومسلم رقم (1400).