×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الثاني

هذا المرض الخبيث، الذي ليس له علاج، نقمة من الله سبحانه وتعالى؛ ولهذا قال جل وعلا: ﴿وَلَا تَقۡرَبُواْ ٱلزِّنَىٰٓۖ إِنَّهُۥ كَانَ فَٰحِشَةٗ وَسَآءَ سَبِيلٗا [الإسراء: 32].

في الغرب ليس هناك مانع عندهم من السفاح، يسافح الإنسان، وتسافح المرأة، فإذا أرادوا ذرية، يتزوجون. أما ما داموا لا يريدون ذرية، فليس هناك مانع عندهم أنه يسافح الرجل وتسافح المرأة. ولكن إذا أراد ذرية ونسبًا، فإنه يتزوج عندهم! هذا مجتمع؟! هذا أحط من البهائم - والعياذ بالله -.

بل إن النصارى حَرَّموا تعدد الزوجات، وقصروه على زوجة واحدة، وحَرَّموا الطلاق أيضًا، قالوا: «ما يُطَلِّق أبدًا إلاَّ إذا شاهدها تزني» فإنه له أن يطلقها، أما لو طلقها بغير ذلك فإنهم يلزمونه بها، ولا يستطيع أن يطلقها!!

فاضطروا إلى الزنا - والعياذ بالله -؛ لأنه إذا تزوج امرأة، والمرأة مَرِضت أو كَبِرت، أو صارت ما تصلح، أو أن نفسه أيضًا أنفت منها، فهو ملزم بها، ولا يستطيع أن يطلقها!!

ماذا يعمل وهناك شهوة قوية، يروح للسفاح؟ ما عندهم مانع، يقولون: «سافِح، ولا تُطَلِّق»، فالسفاح عندهم أهون من الطلاق الذي أباحه الله سبحانه وتعالى، وجعله حلًّا ناجحًا عند الحاجة إليه، هم حرموه.

فهذه أمور تبين لكم حكمة الشارع في هذا النكاح، وما فيه من المصالح، وما فيه من الخيرات للمجتمع، وما في تركه أو منعه من الأضرار العظيمة على المجتمع.


الشرح