للشخص وللأمة - أيضًا - بدل أن تضيع هذه النطفة،
إذا حُفظت صار فيها فوائد عظيمة للأمة، وإذا ضُيعت صار فيها ضرر كبير.
ولهذا قال جل وعلا: ﴿وَلَا تَقۡرَبُواْ ٱلزِّنَىٰٓۖ إِنَّهُۥ كَانَ فَٰحِشَةٗ وَسَآءَ سَبِيلٗا﴾ [الإسراء: 32]، فالزنا - والعياذ بالله -
هو فيه قضاء شهوة، لكن فيه أضرارًا:
أولاً: أنه حرام، استمتاع
بغير ما أحل الله جل وعلا.
وثانيًا: فيه ضياع العفة
والكرامة الإنسانية.
وثالثًا: فيه ضياع الأنساب
واختلاطها، فلا يُعْرَف أن فلانًا ابن لفلان، ما يدري، المرأة يطؤها عدة رجال، ولا
يُدرَى الولد هذا لمن؟ تختلط الأنساب، فيحصل بذلك الضرر العظيم على المجتمع!!
وأنتم تدركون ماذا
يكون على اللقطاء من النقص ومن الخجل في المجتمع، تعرفون الآن اللقطاء المساكين
ماذا يلاقون من الإهانة ومن انكسار النفس ومن احتقار الناس لهم! والسبب في هذا هو
هذا الخبيث الذي ضَيَّع هذه النطفة في غير محلها، فجنى على نفسه وجنى على المولود
وجنى على المجتمع.
ورابعًا: أن الزنا - والعياذ بالله - يسبب الأمراض الخطرة، التي ليس لها علاج، وأنتم تسمعون الآن عن مرض الإيذر، الذي هو فَقْد المناعة، وماذا يجر على الناس، وكم يموت فيه!! الآن يقولون: يموت مئات الألوف - والعياذ بالله - بهذا المرض. الذي هو نتيجة لوضع النطفة في غير موضعها الشرعي، إما بالزنا وإما باللواط، فيحصل بذلك