والنكاح في الإسلام له
أهمية عظيمة؛ لما فيه من المصالح العظيمة:
أولاً: أن فيه إعفافًا
للفرج، وكفًّا للبصر عما حَرَّم الله.
ثانيًا: فيه تأسيس أسرة،
تأسيس البيوت، تقوم على الزواج، فالزوج ينفق، والمرأة تعمل في البيت، ويتكون
البيت.
والله جَعَل النساء
راحة للرجال وسكنًا لهم: ﴿وَمِنۡ ءَايَٰتِهِۦٓ أَنۡ
خَلَقَ لَكُم مِّنۡ أَنفُسِكُمۡ أَزۡوَٰجٗا لِّتَسۡكُنُوٓاْ إِلَيۡهَا﴾ [الروم: 21]، ﴿وَجَعَلَ مِنۡهَا زَوۡجَهَا لِيَسۡكُنَ إِلَيۡهَاۖ﴾ [الأعراف: 189].
فأنت لو بَقِيت في
بيت وليس عندك زوجة، ما تستقر، ولا ينشرح صدرك. ولكن لو كان فيه زوجة، تطمئن،
وينشرح صدرك، وتستأنس.
هذا شيء واضح، ففيه
السكن، فالمرأة تسكن إلى زوجها، والزوج يسكن إلى امرأته: ﴿لِّتَسۡكُنُوٓاْ إِلَيۡهَا﴾ [الروم: 21].
وثالثًا: فيه النسل، فيه
حصول النسل الذي هو مطلوب للأمة، أن يتناسلوا وأن يَكثر عدد المسلمين، فلو لم يكن
هناك زواج، انقطع النسل. ولو كانت المسألة سفاحًا وزنًا، ما تكونت أسر، ولا تكونت
ذرية. وأولاد الزنا يضيعون، يصيرون لقطاء، وليس لهم آباء ولا نسب.
فالنكاح فيه مصالح
عظيمة: فيه حفظ الأنساب، وفيه إعفاف الفروج، وفيه السكن بين الزوجين، وفيه قضاء
الشهوة، التي لو لم يضعها في النكاح المباح، لوضعها في الحرام؛ لأن الشهوة تغلب
على الإنسان، فمن رحمة الله أن جعل لها مَصْرِفًا شرعيًّا ومَصْرِفًا مفيدًا