عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رضي الله عنه قَالَ:
رَدَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ
التَّبَتُّلَ، وَلَوْ أَذِنَ لَهُ لاَخْتَصَيْنَا([1]).
التَّبَتُلُ: تَرْكُ النِّكَاحِ، وَمِنْهُ قِيلَ
لِمَرْيَمَ: البَتُولُ([2]).
*****
ولكن معناه أنهم
خرجوا من الاعتدال إلى الغلو والتشدد، وهذا لا يجوز.
ومناسبة سياق هذا
الحديث في كتاب النكاح هي قوله صلى الله عليه وسلم: «وَأَتَزَوَّجُ
النِّسَاءَ».
ففيه: أن التزوج بالنساء
من سُنة الرسول صلى الله عليه وسلم، قال صلى الله عليه وسلم: «حُبِّبَ
إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا النِّسَاءُ وَالطِّيبُ، وَجُعِلَ قُرَّةُ عَيْنِي فِي
الصَّلاَةِ»([3]).
فمِن سُنته صلى الله
عليه وسلم التزوج وعدم التبتل، وأما ترك الزواج تقربًا إلى الله فهذا لا يجوز.
عثمان بن مظعون رضي
الله عنه من السابقين الأولين إلى الإسلام، ومن المهاجرين، أراد أن يتبتل؛ يعني:
ينقطع للعبادة.
التبتل: يطلق ويراد به
الانقطاع للعبادة وتَرْك أعمال الدنيا.
ويطلق ويراد به قيام الليل، قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡمُزَّمِّلُ ١ قُمِ ٱلَّيۡلَ إِلَّا قَلِيلٗا ٢ نِّصۡفَهُۥٓ أَوِ ٱنقُصۡ مِنۡهُ قَلِيلًا ٣ أَوۡ زِدۡ عَلَيۡهِ وَرَتِّلِ ٱلۡقُرۡءَانَ تَرۡتِيلًا ٤ إِنَّا سَنُلۡقِي عَلَيۡكَ قَوۡلٗا ثَقِيلًا ٥ إِنَّ نَاشِئَةَ ٱلَّيۡلِ هِيَ أَشَدُّ وَطۡٔٗا وَأَقۡوَمُ قِيلًا ٦ إِنَّ لَكَ فِي
([1]) أخرجه: البخاري رقم (5073)، ومسلم رقم (1402).