×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الثاني

وهذا ليس فيه دليل على ترك الزواج، وإنما هذا خاص بمريم؛ لأنها هُيئت لأمر عظيم وآية من آيات الله عز وجل، وهي أن الله خصها بهذه الكرامة العظيمة، أن الله وَهَب لها الولد من دون زوج، وجعله نبيًّا ورسولاً إلى بني إسرائيل.

فهذا خاص بها: ﴿وَمَرۡيَمَ ٱبۡنَتَ عِمۡرَٰنَ ٱلَّتِيٓ أَحۡصَنَتۡ فَرۡجَهَا فَنَفَخۡنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتۡ بِكَلِمَٰتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِۦ وَكَانَتۡ مِنَ ٱلۡقَٰنِتِينَ [التحريم: 12]، ﴿وَٱلَّتِيٓ أَحۡصَنَتۡ فَرۡجَهَا فَنَفَخۡنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلۡنَٰهَا وَٱبۡنَهَآ ءَايَةٗ لِّلۡعَٰلَمِينَ [الأنبياء: 91]، فهذا خاصية لمريم - عليها الصلاة والسلام - مع ابنها عبد الله ورسوله عيسى صلى الله عليه وسلم.


الشرح