عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ بِنْتِ أَبِي سُفْيَانَ رضي الله
عنها أَنَّهَا قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، انْكِحْ أُخْتِي ابْنَةَ أَبِي
سُفْيَانَ. قَالَ: «أَوَتُحِبِّينَ ذَلِكَ؟!» فَقُلْتُ: نَعَمْ، لَسْتُ لَكَ
بِمُخْلِيَةٍ، وَأَحَبُّ مَنْ شَارَكَنِي فِي خَيْرٍ أُخْتِي. فَقَالَ رَسُولُ
اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ ذَلِكَ لاَ يَحِلُّ لِي».
قَالَتْ: إِنَّا نُحَدَّثُ أَنَّك َتُرِيدُ أَنْ
تَنْكِحَ بِنْتَ أَبِي سَلَمَةَ!! قَالَ: «بِنْتَ أُمِّ سَلَمَةَ؟!» قَالَتْ:
قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: «إِنَّهَا لَوْ لَمْ تَكُنْ رَبِيبَتِي فِي حَجْرِي، مَا
حَلَّتْ لِي، إِنَّهَا لاَبْنَةُ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ، أَرْضَعَتْنِي وَأَبَا
سَلَمَةَ ثُوَيْبَةُ، فَلاَ تَعْرِضْنَ عَلَيَّ بَنَاتِكُنَّ وَلاَ
أَخَوَاتِكُنَّ»([1]).
قَالَ عُرْوَةُ: وَثُوَيْبَةُ مَوْلاَةٌ لأَِبِي لَهَبٍ،
أَعْتَقَهَا فَأَرْضَعَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَلَمَّا مَاتَ أَبُو
لَهَبٍ رَآهُ بَعْضُ أَهْلِهِ بِشَرِّ حِيبَةٍ، فَقَالَ لَهُ: مَاذَا لَقِيتَ؟
قَالَ أَبُو لَهَبٍ: لَمْ أَلْقَ بَعْدَكُمْ خَيْرًا، غَيْرَ أَنِّي سُقِيتُ فِي
هَذِهِ بِعَتَاقَتِي ثُوَيْبَةَ.
الحِيبَةُ: الحَالَةُ، بِكَسْرِ الحَاءِ المُهْمَلَةِ([2]).
*****
«عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ»، وهي رَمْلة بنت أبي سفيان بن حرب، أخت معاوية رضي الله عنه.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (5101)، ومسلم رقم (1449).