×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الثاني

عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ بِنْتِ أَبِي سُفْيَانَ رضي الله عنها أَنَّهَا قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، انْكِحْ أُخْتِي ابْنَةَ أَبِي سُفْيَانَ. قَالَ: «أَوَتُحِبِّينَ ذَلِكَ؟!» فَقُلْتُ: نَعَمْ، لَسْتُ لَكَ بِمُخْلِيَةٍ، وَأَحَبُّ مَنْ شَارَكَنِي فِي خَيْرٍ أُخْتِي. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ ذَلِكَ لاَ يَحِلُّ لِي».

قَالَتْ: إِنَّا نُحَدَّثُ أَنَّك َتُرِيدُ أَنْ تَنْكِحَ بِنْتَ أَبِي سَلَمَةَ!! قَالَ: «بِنْتَ أُمِّ سَلَمَةَ؟!» قَالَتْ: قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: «إِنَّهَا لَوْ لَمْ تَكُنْ رَبِيبَتِي فِي حَجْرِي، مَا حَلَّتْ لِي، إِنَّهَا لاَبْنَةُ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ، أَرْضَعَتْنِي وَأَبَا سَلَمَةَ ثُوَيْبَةُ، فَلاَ تَعْرِضْنَ عَلَيَّ بَنَاتِكُنَّ وَلاَ أَخَوَاتِكُنَّ»([1]).

قَالَ عُرْوَةُ: وَثُوَيْبَةُ مَوْلاَةٌ لأَِبِي لَهَبٍ، أَعْتَقَهَا فَأَرْضَعَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَلَمَّا مَاتَ أَبُو لَهَبٍ رَآهُ بَعْضُ أَهْلِهِ بِشَرِّ حِيبَةٍ، فَقَالَ لَهُ: مَاذَا لَقِيتَ؟ قَالَ أَبُو لَهَبٍ: لَمْ أَلْقَ بَعْدَكُمْ خَيْرًا، غَيْرَ أَنِّي سُقِيتُ فِي هَذِهِ بِعَتَاقَتِي ثُوَيْبَةَ.

الحِيبَةُ: الحَالَةُ، بِكَسْرِ الحَاءِ المُهْمَلَةِ([2]).

*****

«عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ»، وهي رَمْلة بنت أبي سفيان بن حرب، أخت معاوية رضي الله عنه.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (5101)، ومسلم رقم (1449).

([2])  انظر: تهذيب اللغة (5/ 174)، والصحاح (1/ 116)، والمُخَصَّص (4/ 415)، ولسان العرب (1/ 339).