×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الثاني

ودخل بها، حرمت عليه بناتها، وبنات أولادها مهما نزلن؛ لأنها ربيبة: ﴿وَرَبَٰٓئِبُكُمُ ٱلَّٰتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَآئِكُمُ[النساء: 23].

فالربائب: جمع ربيبة([1])، سُميت ربيبة من الرب، وهو التربية؛ لأن زوج أمها يربيها. أو من الرب، وهو الإصلاح؛ لأنه يصلحها.

والمعنى واحد، يربيها أو يصلحها، المعنى واحد.

قالوا: وهذا وصف أغلبي لا مفهوم له، لا يلزم من تحريمها أن تكون في حجر زوج أمها، ولو كانت في بيت آخر، ما دام دخل بأمها فإنها تحرم، سواء كانت في بيته أو ليست في بيته.

وإنما قوله تعالى: ﴿ٱلَّٰتِي فِي حُجُورِكُم هذا وصف أغلبي، ويسمونه الوصف الكاشف، الذي ليس له مفهوم. فبنت الزوجة تحرم مطلقًا إذا دخل بأمها، سواء كانت ربيبة له أو غير ربيبة.

فهي محرمة عليه صلى الله عليه وسلم من جهتين:

الأولى: أنها ربيبة.

الثانية: أنها بنت أخيه من الرضاعة. والرضاعة تُحَرِّم ما تُحَرِّم الولادة.


الشرح

([1])  قال الأزهري: ربيبة الرجل بنت امرأته من غيره. انظر مادة (رَبَّ) في: العين (8/ 256 - 257)، وتهذيب اللغة (15/ 128- 132)، والصحاح (1/ 130- 131)، ولسان العرب (1/ 399- 409).