عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رضي الله عنه:
أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَاءَتْهُ امْرَأَةٌ، فَقَالَتْ: إِنِّي
وَهَبْتُ نَفْسِي لَكَ!!
فَقَامَتْ طَوِيلاً، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ،
زَوِّجْنِيهَا إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكَ بِهَا حَاجَةٌ.
فَقَالَ: «هَلْ عِنْدَكَ مِنْ شَيْءٍ تُصْدِقُهَا؟»
فَقَالَ: مَا عِنْدِي إلاَّ إزَارِي هَذَا. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه
وسلم: «إِزَارَكَ إِنْ أَعْطَيْتَهَا جَلَسْتَ وَلاَ إِزَارَ لَكَ، فَالْتَمِسْ شَيْئًا»
قَالَ: مَا أَجِدُ.
قَالَ: «الْتَمِسْ وَلَوْ خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ»
فَالْتَمَسَ فَلَمْ يَجِدْ شَيْئًا.
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «هَلْ مَعَكَ
شَيْءٌ مِنَ الْقُرْآنِ؟» قَالَ: نَعَمْ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه
وسلم: «زَوَّجْتُكَهَا بِمَا مَعَك مِنَ الْقُرْآنِ»([1]).
*****
فدل على أن الصداق قد يكون منفعة، ومنها العتق؛
كما في هذا الحديث: «...وَجَعَلَ عِتْقَهَا صَدَاقَهَا».
في هذا الحديث: أن امرأة وهبت
نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم؛ يعني: عَرَضَتْ نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم
ليتزوجها، لتكون من أمهات المؤمنين؛ لأجل أن تنال هذا الشرف العظيم.
فهذا فيه: دليل على أنه يجوز للمرأة أن تَعْرِض نفسها على تزوج الرجل، ويجوز لوليها أن يخطب لها الكفء الصالح لها، ليس بلازم أنه يأتيك أحد يخطبها، وإلا ما جاء أحد، بل أنت تلتمس لها، تلتمس لموليتك مَن يصلح لها، وتقول: «أزوجك فلانة»، تَعْرِض عليه هذا،