أو هي تَعرض نفسها على مَن تَرغب فيه أن
يتزوجها، وليس في هذا بأس.
«فَقَالَتْ: إِنِّي
وَهَبْتُ نَفْسِي لَكَ»، وهذا كما في القرآن: ﴿وَٱمۡرَأَةٗ مُّؤۡمِنَةً إِن وَهَبَتۡ نَفۡسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنۡ أَرَادَ
ٱلنَّبِيُّ أَن يَسۡتَنكِحَهَا خَالِصَةٗ لَّكَ مِن دُونِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَۗ﴾ [الأحزاب: 50].
فالنبي صلى الله عليه
وسلم يتزوج من دون ولي؛ لأنه ولي المؤمنين صلى الله عليه وسلم، هذا من خصائصه صلى
الله عليه وسلم، أما غير النبي صلى الله عليه وسلم فلا بد من الولي.
فإذا رَغِب فيها،
فإن وليها يحضر ويعقد لها.
فإن لم يكن لها ولي،
فإن الحاكم يزوجها لولايته عليها.
وإذا كانوا في بلد
غير إسلامي، وهم أقلية مسلمة، ولهم رئيس مركز مثلاً، فهو يقوم مقام ولي الأمر،
يُزوِّج مَن لا ولي لها؛ لأنه يقوم مقام ولي الأمر، فهو يزوج المسلمات اللاتي ليس
لهن أولياء، أو أسلمن وأولياؤهن كفار، فإن رئيس المركز المسلم يُزوِّج النساء؛
لأنه يقوم مقام ولي أمر المسلمين.
فالنبي صلى الله
عليه وسلم لما وهبت نفسها له، نَظَر إليها.
فهذا فيه: دليل على أن الخاطب ينظر إلى المخطوبة، فإن رَغِب فيها تزوجها، وإن لم يرغب فيها تركها؛ ولذلك أباح النبي صلى الله عليه وسلم النظر أو رَخَّص في النظر إلى المخطوبة، أن ينظر منها ما يدعوه إلى الرغبة فيها، من وجهها وكفيها وشعر رأسها([1]).
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (2082)، وأحمد رقم (14586)، والحاكم رقم (2696).