فإذا رَغِب فيها مضى
وتزوجها. وإن لم يرغب فيها تركها بدون أنه يقول: إنها لا تصلح، أو فيها كذا وكذا.
لأن هذا ما يجوز، يتركها ويسكت.
النبي صلى الله عليه
وسلم ما قال: ما لي فيكِ رغبة. لأن هذا يَجرح نفسها ويكدر عليها، ولا سيما أن هذا
من الرسول، يقول: ما لي رغبة فيكِ!! فيكون له أثر سيئ على المرأة، النبي صلى الله
عليه وسلم سكت ولم يُبْدِ شيئًا.
وهذا فيه: دليل على أن
الخاطب إذا نظر إلى المرأة ولم تصلح له، فإنه يسكت، ولا يقول شيئًا ولا يحدث
الناس، لا يقول: والله شفتها، ولا تصلح أبدًا، وفيها كذا وكذا. هذا لا يجوز، بل
يكتم ويسكت، ربما أنها لا تصلح لك ولكن تصلح لغيرك. فعليك بالسَّتر والصمت.
فقام رجل من الحاضرين
فقال: «يَا رَسُولَ اللهِ، زَوِّجْنِيهَا إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكَ بِهَا حَاجَةٌ»،
فهذا كما ذكرنا أن الرسول له صلاحية صلى الله عليه وسلم أنه يُزوِّج المسلمات، «زَوِّجْنِيهَا
إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكَ بِهَا حَاجَةٌ».
فالنبي صلى الله
عليه وسلم طلب منه الصداق. هذا هو الشاهد من الحديث، أن الزواج لا بد فيه من صداق،
طَلَب منه الصداق، وكان رجلاً فقيرًا، ما عنده شيء، قال: «مَا عِنْدِي إلاَّ
إِزَارِي»، حتى الرداء، ما عنده رداء من فقره، ما عليه إلاَّ إزار!
فقال صلى الله عليه وسلم: «ما تفعل بإزارك؟! إن أعطيتَها إياه، بَقِيتَ بدون إزار!!» فهذا فيه: دليل على أن الإنسان يبدأ بحاجة نفسه، فقال: «مَا عِنْدِي إلاَّ إِزَارِي»، النبي صلى الله عليه وسلم قال: الإزار ما يصلح؛ لأنك إذا أعطيتها إياه، بَقِيتَ بدون إزار وهذا فيه ضرر عليك.