على مَن تزوج بأربع أواقٍ من فضة، فقال: «كَأَنَّمَا
تَنْحِتُونَ الْفِضَّةَ مِنْ عُرْضِ هَذَا الْجَبَلِ»([1])، استنكر عليه.
فدل: على أنه ينبغي
تيسير المهور وعدم المغالاة فيها؛ لأن ذلك أدعى للمودة بين الزوجين.
أما إذا كان المهر
مرتفعًا، فإن الزوج لا يزال يذكر هذا، وإذا حصل منها أي خلل فإنه يكرهها؛ لأنها
كلفته مهرًا كثيرًا وصار منها ما صار!! أما إذا كان المهر يسيرًا، فإن هذا سبب
لتغاضيه عنها وسماحه معها. وجاء في الحديث أنه يقول: «كُلِّفْتُ لَكُمْ
عِلْقَ الْقِرْبَةِ»([2])؛ يعني: أنه كُلف
مهرًا كثيرًا.
فتيسير المهور أدعى
للوفاق بين الزوجين. ورَفْع المهور يكون سببًا للكراهية، كراهية الزوج لزوجته
ومؤاخذته لها على أدنى تقصير.
وفيه دليل: على أن المهر يكون منفعة؛ كما يكون مالاً يكون منفعة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم زَوَّج هذا الرجل بما معه من القرآن؛ يعني: يُعَلِّمها إياه، يُعَلِّمها ما يحفظ من القرآن، فهذه منفعة عظيمة، فلا يتعين أن يكون الصداق مالاً، فقد يكون منفعة كتعليم علم أو تعليم مهنة، أو قيام بعمل كما فَعَل موسى عليه السلام... أو غير ذلك.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1424).