×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الثاني

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَأَى عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ، وَعَلَيْهِ رَدْعُ زَعْفَرَانٍ([1]) فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَهْيَمْ([2])؟!» فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً. فَقَالَ: «مَا أَصْدَقْتَهَا؟» قَالَ: وَزْنَ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ. قَالَ: «فَبَارَكَ اللهُ لَكَ، أَوْلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ»([3]).

*****

  وهذا الحديث أيضًا: من أدلة الصَّدَاق، وفيه زيادة وهي مشروعية الوليمة على الصداق.

هذا عبد الرحمن بن عوف، الصحابي الجليل، وأحد أثرياء الصحابة، وهو من السابقين الأولين إلى الإسلام، وأحد العَشَرة المبشرين بالجنة، رأى النبيُّ صلى الله عليه وسلم عليه رَدْعًا؛ يعني: نقاطًا من الزعفران، وهذا لا يليق بالرجال أنهم يصبغون بالزعفران ثيابهم، كان صلى الله عليه وسلم ينكر لُبْس المعصفر والمزعفر للرجال([4]).

فقال له صلى الله عليه وسلم: «مَهْيَمْ؟!»، كلمة استنكار، كلمة استفهام استنكاري، «مَهْيَمْ؟!»؛ يعني: ما السبب في هذا؟!


الشرح

([1])  قال الليث: «الرَّدْع: أن تَرْدَع ثوبًا بطِيب أو زعفران، كما تَرْدَع الجارية صدر جيبها بالزعفران بمِلء كفها». انظر: العين (2/ 36)، وتهذيب اللغة (2/ 121)، والصحاح (3/ 1218)، ولسان العرب (8/ 121).

([2])  قال الجوهري: «مَهْيَمْ: كلمة يُستفهم بها، معناها: ما حالك وما شأنك؟». انظر: الصحاح (5/ 2038)، ولسان العرب (12/ 565- 566).

([3])  أخرجه: البخاري رقم (2049)، ومسلم رقم (1427).

([4])  أخرجه: مسلم رقم (2078).