فبَيَّن له رضي الله
عنه أنه تزوج امرأة، ومعلوم أن الزوج أول ما يدخل على المرأة أنه يصيبه شيء من
الطِّيب الذي تتطيب به، فيقع على ثيابه أو على بدنه، ويكون عليه صُفْرة... أو غير
ذلك، فهذا شيء جرت به العادة.
وعبد الرحمن رضي
الله عنه لم يقصده، لم يقصد ذلك، وإنما سببه مخالطة الزوجة الجديدة.
فزال استغراب النبي صلى
الله عليه وسلم لما عَرَف السبب، فقال: «مَا أَصْدَقْتَهَا؟» قَالَ:
«وَزْنَ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ». وزن نواة: نواة التمر معروفة، من
الذهب، وفي رواية: «خمسة دراهم».
فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
«فَبَارَكَ اللهُ لَكَ»، هذا فيه: أنه يُدعى للمتزوج بالبركة.
«أَوْلِمْ»؛ أي: اصنع وليمة، «وَلَوْ
بِشَاةٍ»، ولو شاة واحدة، وهذا للتقليل، فأقل الوليمة أن تكون شاة، أو تكون
أكثر من شاة، ولكن لا تصل إلى حد الإسراف والتبذير، وإنما تكون بقدر ما أكله
الحاضرون، ولا يُطرح في الزبالات؛ كما يفعله المسرفون الآن.
وإنما تكون الوليمة
في حدود الحاجة، فإن كان الحاضرون قليلين يقلل الوليمة بقدرهم. وإن كان الحاضرون
كثيرين فيعمل من الوليمة ما يكفيهم. هذا هو العدل.
أما أن يصنع طعامًا كثيرًا، أكثر من حاجة الحاضرين بأضعاف مضاعفة، بقصد الرياء والمباهاة، يذبح الخمسين من الغنم، أو العشر