عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ: أَنَّ أَبَا عَمْرِو بْنَ
حَفْصٍ طَلَّقَهَا الْبَتَّةَ، وَهُوَ غَائِبٌ - وَفِي رِوَايَةٍ: طَلَّقَهَا
ثَلاَثًا - فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا وَكِيلَهُ بِشَعِيرٍ فَسَخِطَتْهُ، فَقَالَ:
وَاللهِ مَا لَكِ عَلَيْنَا مِنْ شَيْءٍ!!
فَجَاءَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَتْ
ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: «لَيْسَ لَكِ عَلَيْهِ نَفَقَةٌ» وَفِي لَفْظٍ: «وَلاَ
سُكْنَى».
فَأَمَرَهَا أَنْ تَعْتَدَّ فِي بَيْتِ أُمِّ شَرِيكٍ،
ثُمَّ قَالَ: «تِلْكَ امْرَأَةٌ يَغْشَاهَا أَصْحَابِي، اعْتَدِّي عِنْدَ ابْنِ
أُمِّ مَكْتُومٍ فَإِنَّهُ رَجُلٌ أَعْمَى، تَضَعِينَ ثِيَابَكَ، فَإِذَا حَلَلْتِ
فَآذِنِينِي».
قَالَتْ: فَلَمَّا حَلَلْتُ ذَكَرْتُ لَهُ أَنَّ
مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ وَأَبَا جَهْمٍ خَطَبَانِي.
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أَمَّا
أَبُو جَهْمٍ فَلاَ يَضَعُ عَصَاهُ عَنْ عَاتِقِهِ. وَأَمَّا مُعَاوِيَةُ
فَصُعْلُوكٌ لاَ مَالَ لَهُ، انْكِحِي أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ» فَكَرِهَتْهُ، ثُمَّ
قَالَ: «انْكِحِي أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ» فَنَكَحَتْهُ، فَجَعَلَ اللهُ فِيهِ
خَيْرًا وَاغْتَبَطَتْ بِهِ([1]).
*****
هذه فاطمة بنت قيس القُرَشية، مُهاجِرة من المهاجرات رضي الله عنها، طلقها زوجها أبو عمرو بن حفص فبَتَّ طلاقها؛ يعني: طلقها طلاقًا باتًّا؛ يعني: آخر ثلاث تطليقات كما جاء في رواية، وليس معناه أنه طلقها ثلاثًا بكلمة واحدة، وإنما معناه أنه استنفد عدد الطلقات،
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1480).